امراض ارتفاع ضغط الذم

 ارتفاع ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم، الذي يعرف أيضا بفرط ضغط الدم، هو حالة صحية مزمنة يعاني فيها الجسم من زيادة الضغط داخل الشرايين، وهي الأوعية الدموية التي تنقل الدم من القلب إلى باقي أجزاء الجسم. عندما يزداد الضغط على جدران الشرايين، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تأثيرات سلبية على الأوعية الدموية والقلب وأعضاء أخرى في الجسم. يعتبر ضغط الدم العالي من أكبر المخاطر الصحية في العالم، فهو يؤدي إلى العديد من الأمراض المزمنة والقاتلة إذا لم يُعالج.

يعاني حَوالى نصف البالغين في الولايات المتحدة من ارتفاع ضغط الدم أو يتناولون أدوية لارتفاع ضغط الدم.لا يدرك الكثير من الأشخاص أنهم مصابون بارتفاع ضغط الدم.يحدث ارتفاع ضغط الدم في كثير من الأحيان لدى البالغين من غير ذوي الأصول الأسبانية (56٪) مقارنة بـ 48٪ من البالغين البيض من غير ذوي الأصول الأسبانية و 46٪ من البالغين الآسيويين من غير ذوي الأصول الأسبانية، أو 39٪ من البالغين من الأصول الأسبانية.يحدث ارتفاع ضغط الدَّم غالبًا عندَ كبار السن - عند حَوالى ثلاثة أرباع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، مقارنة بحدوثه عند حَوالى ربع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 44 عامًا.يبلغ خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدَّم عند الأشخاص الذين يكون ضغط دمهم طبيعيا بعمر 55 عامًا 90٪ في إحدى مراحل حياتهم.ويكون احتمال الإصابة به مضاعفا عند الذين يُعانون من السمنة، مقارنة بمن لا يعانون منها.هناك العديد من العوامل التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك عوامل وراثية ونمط حياة غير صحي، مثل النظام الغذائي الغني بالملح، وزيادة الوزن، وقلة النشاط البدني، والتدخين، واستهلاك الكحول بشكل مفرط. كما يمكن أن يكون مرتبطًا بأمراض أخرى مثل السكري وأمراض الكلى.يعني أن ضغط الدم أعلى من المعدل الطبيعي، فكلما ارتفعت مستويات ضغط الدم، زادت مخاطر التعرض لمشاكل صحية أخرى (مثل: أمراض القلب، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية)، فعندما يكون ضغط الدم مرتفعًا جدًّا لفترة طويلة، فإنه يضر بالأوعية الدموية حيث يبدأ الكولسترول الضار بالتراكم على جدران الشرايين، وهذا يزيد من عبء العمل في الدورة الدموية مع تقليل كفاءتها.أهمية ارتفاع ضغط الدم تأتي من حقيقة أنه غالبًا ما يكون بلا أعراض واضحة، مما يجعله يُعرف باسم "القاتل الصامت". العديد من الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم قد لا يدركون حالتهم حتى يتسبب في مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية، أو النوبات القلبية، أو أمراض الكلى.لحسن الحظ، يمكن إدارة ارتفاع ضغط الدم من خلال تغييرات في نمط الحياة والعلاج بالأدوية. تشمل التغييرات في نمط الحياة اعتماد نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، وتقليل التوتر. أما العلاج الدوائي، فيتضمن استخدام أدوية مختلفة للمساعدة في خفض ضغط الدم والتحكم فيه.أخيرًا، يعد الفحص الدوري لقياس ضغط الدم من الأمور المهمة للوقاية من المضاعفات المرتبطة بارتفاع ضغط الدم. الكشف المبكر والإدارة المناسبة يمكن أن يساهما بشكل كبير في تقليل المخاطر وتحسين جودة الحياة للأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم.

تحكم الجسم بضغط الدم

الجهاز العصبي

الجهاز العصبي، وخاصة الجهاز العصبي الودي (السيمبثاوي)، يؤثر بشكل كبير على ضغط الدم. عندما يحتاج الجسم إلى زيادة ضغط الدم (مثل خلال التوتر أو ممارسة التمارين الرياضية)، يطلق الجهاز العصبي الودي إشارات لزيادة معدل ضربات القلب وتضييق الشرايين، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

النظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون (RAAS)

هذا النظام هو سلسلة من التفاعلات الهرمونية التي تنظم ضغط الدم:

رينين: يُفرز من الكلى عندما يكون ضغط الدم منخفضًا، ويبدأ سلسلة من التفاعلات التي تؤدي إلى إنتاج الأنجيوتنسين.
أنجيوتنسين: يسبب تضييق الشرايين (الانقباض الوعائي)، مما يزيد من ضغط الدم. كما يحفز إفراز الألدوستيرون.
ألدوستيرون: يحفز الكلى على إعادة امتصاص الصوديوم، مما يؤدي إلى زيادة حجم الدم وزيادة ضغط الدم.
الجهاز القلبي الوعائي

القلب والشرايين يلعبان دورًا مهمًا في ضبط ضغط الدم:

القلب: يضخ الدم بقوة معينة، مما يؤثر على ضغط الدم. زيادة معدل ضربات القلب أو قوة الضخ يمكن أن ترفع ضغط الدم.
الشرايين: مرونة الشرايين وقدرتها على التمدد أو الانقباض تؤثر على ضغط الدم. تضييق الشرايين يرفع ضغط الدم، بينما يؤدي توسعها إلى خفضه.
الكلى

الكلى تتحكم في حجم الدم وبالتالي ضغط الدم:

التنظيم السوائلي: الكلى تتحكم في كمية الماء والأملاح في الجسم. عند الحاجة لزيادة ضغط الدم، تُبقي الكلى على مزيد من الصوديوم والماء، مما يزيد من حجم الدم.

إفراز الهرمونات: الكلى تفرز الرينين، كما سبق ذكره، والذي يشارك في تنظيم ضغط الدم.

الباروريسبتور (مستقبلات الضغط)

هذه المستقبلات موجودة في جدران الشرايين الكبيرة وتراقب ضغط الدم. عندما يرتفع ضغط الدم، ترسل إشارات إلى الدماغ لخفضه عن طريق توسيع الشرايين وتقليل معدل ضربات القلب.

يختلف ضغط الدم بشكل طبيعي خلال حياة الشخص؛حيث يكون ضغط الدم عند الرضع والأطفال أدنى بكثير من ضغط الدم عند البالغين عادة.ويزداد ضغط الدم مع التقدم بالعمر عندَ معظم الناس في الدول الصناعية، مثل الولايات المتحدة.يزداد الضغط الانقباضي حتى بلوغ الشخص 80 عامًا على الأقل، وتحدث زيادة الضغط الانبساطي حتى بلوغ الشخص 55-60 عامًا، ثم يتوقف حدوث ارتفاع الضغط أو قد ينخفض.ولكن، بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في بعض المناطق التي يكون واردهم من الصوديوم فيها منخفضا ومستوى النشاط البدني أعلى مما هو عليه الحال في الولايات المتحدة، فلا يزداد ضغط الدم الانقباضي ولا الانبساطي بالتزامن مع التقدم في العمر، ويكون ارتفاع ضغط الدم غير موجود من الناحية العملية.

يؤثر النّشاط في ضغط الدم بشكل مؤقت، حيث يرتفع في أثناء ممارسة النشاط، ويعود لينخفض خلال فترات الراحة.كما يوجد اختلافٌ في ضغط الدم باختلاف فترات اليوم: حيث يرتفع في الصباح وينخفض ليلا خلال النوم.يكون حدوث هذه الاختلافات طبيعيا.عندما يتسبب التغير في زيادة عابرة في ضغط الدم، يجري تنبيه إحدى آليات الجسم التعويضية لمواجهة هذا التغير والحفاظ على ضغط الدم ضمن المستويات الطبيعية؛فمثلا، تؤدِّي زيادة كمية الدم التي يضخها القلب - والتي تميل إلى رفع ضغط الدم - إلى توسع الأوعية الدموية وزيادة طرح الصوديوم والماء من الكلى - وهذا يميل إلى خفض ضغط الدم.من خلال هذه الآليات وغيرها، يحافظ الجسم على توازن ضغط الدم لضمان أداء صحي ومستقر. أي خلل في هذه الأنظمة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه، مما يتطلب التدخل الطبي.

أسباب ارتفاع ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم، أو فرط ضغط الدم، هو حالة شائعة يمكن أن تنشأ بسبب مجموعة متنوعة من الأسباب والعوامل. يُمكن تقسيم الأسباب بشكل عام إلى نوعين: ارتفاع ضغط الدم الأولي وارتفاع ضغط الدم الثانوي.

ارتفاع ضغط الدم الأولي (الأساسي)

ارتفاع ضغط الدم الأولي هو النوع الأكثر شيوعًا، وليس له سبب محدد واضح، بل ينتج عن تفاعل عدة عوامل. تشمل هذه العوامل:

العوامل الوراثية: الوراثة تلعب دورًا كبيرًا في ارتفاع ضغط الدم. إذا كان لديك تاريخ عائلي لارتفاع ضغط الدم، فإن احتمال الإصابة به يزيد.
السن: مع تقدم العمر، تزداد احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم بسبب التغيرات الطبيعية في الأوعية الدموية.
نمط الحياة: قلة النشاط البدني، وزيادة الوزن، والتدخين، واستهلاك الكحول بشكل مفرط، كلها عوامل يمكن أن تسهم في ارتفاع ضغط الدم.
التوتر والضغط النفسي: الإجهاد المستمر يمكن أن يرفع ضغط الدم على المدى الطويل.
ارتفاع ضغط الدم الثانوي
ارتفاع ضغط الدم الثانوي هو نتيجة لسبب واضح أو حالة طبية أخرى. بعض الأسباب المحتملة تشمل:
أمراض الكلى: الكلى تلعب دورًا حيويًا في تنظيم ضغط الدم. بعض أمراض الكلى يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
اضطرابات الغدد الصماء: مثل قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاط الغدة الكظرية.
الأدوية: بعض الأدوية، مثل موانع الحمل الفموية أو أدوية مزيلات الاحتقان، يمكن أن تزيد من ضغط الدم.
مشاكل القلب والأوعية الدموية: بعض أمراض القلب أو الأوعية الدموية يمكن أن تسبب ارتفاع ضغط الدم.
توقف التنفس أثناء النوم: هذه الحالة تسبب انخفاض مستويات الأكسجين أثناء النوم، مما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
يحدث ارتفاع ضغط الدم بسبب خيارات نمط الحياة غير الصحية (مثل عدم ممارسة النشاط البدني الكافي بانتظام)، كما يمكن أن تؤدي بعض الحالات الصحية إلى ارتفاع ضغط الدم مثل:

...كما يمكن أن يحدث ارتفاع ضغط الدم أيضًا أثناء الحمل.

...وجود عيب خلقي في الأوعية الدموية منذ الولادة.

...بعض أنواع الأدوية (مثل: حبوب منع الحمل).

...مشاكل في الغدة الدرقية.


العوامل المساهمة

ارتفاع ضغط الدم (Hypertension) هو حالة مزمنة تتميز بزيادة الضغط على جدران الشرايين. هناك العديد من العوامل التي تساهم في ارتفاع ضغط الدم، ويمكن تصنيفها إلى عوامل يمكن التحكم بها وعوامل لا يمكن التحكم بها.

عوامل يمكن التحكم بها

النظام الغذائي: تناول كميات كبيرة من الملح (الصوديوم) أو القليل من البوتاسيوم يؤدي إلى زيادة ضغط الدم. كما أن الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون المشبعة والسكريات المضافة تؤثر سلبًا.
نمط الحياة المستقرة: قلة النشاط البدني وعدم ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم.
الوزن الزائد والسمنة: زيادة الوزن يمكن أن تزيد من المقاومة الوعائية، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
استهلاك الكحول: تناول كميات كبيرة من الكحول يمكن أن يزيد من ضغط الدم.
التوتر والضغوط النفسية: التوتر المستمر يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم عبر آليات عدة، منها زيادة إفراز الهرمونات التي تسبب انقباض الأوعية الدموية.
استخدام بعض الأدوية: بعض الأدوية مثل مزيلات الاحتقان ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) وحبوب منع الحمل يمكن أن تزيد من ضغط الدم.

عوامل لا يمكن التحكم بها

الوراثة: التاريخ العائلي لارتفاع ضغط الدم يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة به.
العمر: مع التقدم في العمر، تصبح الشرايين أقل مرونة، مما يؤدي إلى زيادة ضغط الدم.
العرق/الجنس: بعض الأجناس والأعراق قد تكون أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم. على سبيل المثال، الأفارقة الأمريكيون لديهم معدلات أعلى من الإصابة بارتفاع ضغط الدم مقارنةً بأعراق أخرى. أيضًا، الذكور أكثر عرضة للإصابة في سن أصغر، بينما تزداد النسبة بين الإناث بعد سن اليأس.
أمراض أخرى: وجود أمراض مزمنة مثل السكري، أو أمراض الكلى، أو اضطرابات الغدد الصماء يمكن أن يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم.

عوامل أخرى

يمكن للسمنة، ونمط الحياة الخامل، والشدة النفسية، والتدخين، وتناول كميات كبيرة من الكحول أو الصوديوم في النظام الغذائي أن تسهم في حدوث ارتفاع ضغط الدم عندَ الذين لديهم ميل وراثي لحدوثه.كما يمكن لانقطاع النفس النومي أن يُسهمَ في تفاقم أو ارتفاع ضغط الدم الموجود.تميل الشدة النفسية إلى التسبب في ارتفاع مؤقت في ضغط الدم، ولكن ضغط الدم يعود إلى وضعه الطبيعي بمجرد زوال الشدة النفسية عادة.ومن الأمثلة على ذلك "ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالمعطف الأبيض white coat hypertension"، حيث يؤدي التوتر الناجم عن زيارة عيادَة الطبيب إلى حدوث ارتفاع في ضغط الدم إلى مستوى يمكن اعتباره مرتفعا أو حتى اعتباره كحالة ارتفاع في ضغط الدم.وهذه الزيادات المؤقتة هي إحدى الأسباب التي تجعل الأطباء يقومون حاليا بقياس ضغط الدم عدة مرات في عدة زيارات مختلفة قبل وضع تشخيص ارتفاع ضغط الدم.قد تنجم قراءة واحدة مرتفعة من بين عدة قراءات طبيعية عن الشدة النفسية، ولكن إذا كان ضغط الدم مرتفعا باستمرار، فمن غير المنطقي عزوه إلى الشده النفسية.كما يمكن للقلق أن يسبب أيضا ارتفاع ضغط الدم، ويمكن للأطباء تقرير ما إذا كانت معالجة القلق مناسبة، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى خفض ضغط الدم لدى الشخص.هذه العوامل يمكن أن تتداخل مع بعضها، مما يسبب زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم. من المهم التحكم في العوامل التي يمكن التحكم بها، مثل نمط الحياة، للحد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والحفاظ على صحة القلب والشرايين.

أعراض ارتفاع ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم (Hypertension) غالبا ما يكون حالة صامتة، حيث لا يترافق مع أعراض واضحة في مراحله المبكرة. هذا هو السبب في أن الكثير من الأشخاص قد لا يدركون أنهم مصابون بارتفاع ضغط الدم حتى يتم اكتشافه خلال فحص روتيني أو عندما تظهر مضاعفات صحية خطيرة. ومع ذلك، في حالات ارتفاع ضغط الدم الشديد أو المتفاقم، قد تظهر بعض الأعراض.

يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدّم الشديد أو الطويل الأمد الذي لم يَجرِ علاجه إلى ظهور أعراض، لأنه قد يلحق الضررَ بالدماغ والعينين والقلب والكلى.وتشتمل الأَعرَاض على الصداع والتعب والغثيان والتقيؤ وضيق اتنفس والتململ.يسبب ارتفاع ضغط الدم الشديد تورما في الدماغ في بعض الأحيان، مما يؤدي إلى الغثيان والتقيؤ وتفاقم الصداع والنعاس والتخليط الذهنِي والاختِلاجَات والوسن، وحتى الغيبوبة.ويطلَق على هذه الحالة اسم الاعتِلاَل الدماغِي بارتِفاع ضَغطِ الدم hypertensive encephalopathy.

معظم المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يكون لديهم أي علامات أو أعراض، حتى لو كان مستوى قراءات ضغط الدم عالية الخطورة، لكن قد يعاني البعض من:

الصداع الشديد: قد يحدث عند ارتفاع ضغط الدم بشكل مفاجئ أو شديد.
الدوخة أو الدوار: يمكن أن يشعر الشخص بالدوار أو فقدان التوازن.
عدم وضوح الرؤية: قد يحدث نتيجة لتأثير ارتفاع ضغط الدم على الأوعية الدموية في العين.
ألم الصدر: قد يكون نتيجة لارتفاع ضغط الدم الذي يجهد القلب.
ضيق التنفس: يمكن أن يرتبط بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
خفقان القلب: الشعور بسرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها.
الغثيان أو القيء: قد يحدث في حالات ارتفاع ضغط الدم الشديد.
نزيف الأنف: رغم أنه قد يكون نتيجة لأسباب عديدة، إلا أنه يمكن أن يحدث بسبب ارتفاع ضغط الدم الشديد.
طنين الأذن: شعور بالرنين أو الطنين في الأذنين

يؤدي استمرار ارتفاع ضغط الدم لمدة طويلة إلى تضخم القلب وزيادة سماكة جدرانه نظرا لاضِّطراره للعمل بقوة لضخ الدم.وتكون الجدران المتسمكة أكثرَ صلابة من المعتاد.وهكذا، فإنَّ حجرات القلب لا تتوسع بشكل طبيعي ويَصعب ملؤها بالدم، مما يزيد من عبء عمل القلب.قد تؤدي هذه التغيرات في القلب إلى اضطراب في نظمه أو فشله.

من المهم ملاحظة أن هذه الأعراض ليست دائمًا نتيجة مباشرة لارتفاع ضغط الدم، وقد تكون ناتجة عن حالات صحية أخرى. لهذا السبب، فإن الطريقة الأكثر موثوقية لتشخيص ارتفاع ضغط الدم هي قياس ضغط الدم بانتظام باستخدام جهاز قياس ضغط الدم. إذا كانت القياسات تشير إلى ارتفاع ضغط الدم، فإن من الضروري استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب.تذكر أن الوقاية والفحص الدوري مهمان للغاية لأن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغية، وأمراض الكلى، إذا لم يُعالج بشكل مناسب.

تشخيص ارتفاع ضغط الدم

تشخيص ارتفاع ضغط الدم يعتمد بشكل رئيسي على قياس ضغط الدم باستخدام جهاز قياس ضغط الدم. لضمان تشخيص دقيق، يجب اتباع معايير محددة وإجراءات منهجية.يُشخص بواسطة الطبيب عن طريق قياس ضغط الدم وتسجيل ارتفاعه في زيارتين أو ثلاثة منفصلة لتأكيد التشخيص، كما يؤخذ التاريخ العائلي والتاريخ الطبي ومتابعة قراءات ضغط الدم وعمل التحاليل المخبرية، وعمل الاختبارات لاستبعاد أي سبب أو عامل خطورة لارتفاع ضغط الدم.هنا خطوات التشخيص الرئيسية لارتفاع ضغط الدم:

 قياس ضغط الدم

أجهزة القياس: تُستخدم أجهزة قياس ضغط الدم لقياس الضغط الانقباضي (الرقم العلوي) والضغط الانبساطي (الرقم السفلي). يمكن أن تكون الأجهزة رقمية أو يدوية (باستخدام السماعة الطبية).
الاستعداد للقياس: من الأفضل أن يكون الشخص مرتاحًا لمدة 5 دقائق على الأقل قبل القياس، وأن يكون في وضعية جلوس مريحة مع استناد الظهر ووضع الذراع على سطح مستوٍ.
القياسات المتكررة: يعتمد التشخيص على قياسات متعددة تؤخذ في أوقات مختلفة، نظرًا لأن ضغط الدم يمكن أن يتأثر بعدة عوامل مثل التوتر، وتناول الطعام، والنشاط البدني.
اختلاف القياسات: يُنصح بأخذ قياسات من كلا الذراعين لمعرفة إن كان هناك اختلاف بينهما. يمكن استخدام القياس الأعلى للتشخيص.

تحديد مدى ارتفاع ضغط الدم

تصنيف ضغط الدم: وفقًا لمنظمة الصحة العالمية أو جمعية القلب الأمريكية، يُعتبر ضغط الدم طبيعيًا إذا كان الضغط الانقباضي أقل من 120 مم زئبقي والضغط الانبساطي أقل من 80 مم زئبقي. يُصنف ضغط الدم على أنه مرتفع إذا كان الضغط الانقباضي بين 120-129 مم زئبقي والضغط الانبساطي أقل من 80 مم زئبقي. ويُعتبر ارتفاع ضغط الدم إذا كان الضغط الانقباضي 130 مم زئبقي أو أعلى والضغط الانبساطي 80 مم زئبقي أو أعلى.
ارتفاع ضغط الدم المقاوم: إذا كان الشخص يتناول ثلاث أدوية خافضة لضغط الدم على الأقل، مع أدوية أخرى داعمة لضبط الضغط، ومع ذلك يبقى ضغط الدم مرتفعًا.

تقييم الأسباب الكامنة

الفحص السريري: يُجرى فحص جسدي للبحث عن علامات أمراض أخرى قد تكون مرتبطة بارتفاع ضغط الدم.
الفحوصات المخبرية: قد تتضمن اختبارات الدم والبول لتقييم وظائف الكلى والغدد الصماء ومستويات الكوليسترول.
فحوصات إضافية: مثل تخطيط القلب الكهربائي (ECG)، وتصوير الصدر بالأشعة السينية، وتخطيط صدى القلب، لتقييم صحة القلب.
تقييم نمط الحياة: قد يناقش الطبيب عوامل نمط الحياة التي يمكن أن تساهم في ارتفاع ضغط الدم، مثل النظام الغذائي، والنشاط البدني، والتدخين، واستهلاك الكحول.
    المتابعة والتقييم

    المراقبة المنزلية: قد يُطلب من المرضى مراقبة ضغط الدم في المنزل لتقديم صورة أوضح عن ضغط الدم في الظروف العادية.
    المراقبة على مدار 24 ساعة: في بعض الحالات، قد يُستخدم جهاز لقياس ضغط الدم على مدار 24 ساعة لتقييم الضغط خلال فترات النشاط والراحة.
    تساعد هذه الخطوات الطبيب في تشخيص ارتفاع ضغط الدم وتحديد العلاج المناسب بناءً على السبب الأساسي ومدى خطورة الحالة.

    تشخيص السبب

    يتسع مجال التحري عن سبب ارتفاع الضغط كلما كان ارتفاع الضغط أكبر وكان عمر الشخص المصاب أصغر، مع أن نسبة الأشخاص الذين جرى تحديد سبب ارتفاع الضغط عندهم هي أقل من 10% من المصابين به.وقد يشتمل التقييم الأوسع على التصوير بالأشعة السينية وبالموجات فوق الصوتية وتصوير الكلى والشرايين التي تغذِّيها بالدم بالنوكليدات المشعة، وكذلك تصوير الصدر بالأشعة السينية.وتُجرى فحوصٌ دموية وبولية لقياس مستويات هرمونات معينة، مثل الإيبينفيرين والألدوستيرون والكورتيزول.

    علاج ارتفاع ضغط الدم

    علاج ارتفاع ضغط الدم (Hypertension) يعتمد على شدة الارتفاع، والأسباب الكامنة، ووجود عوامل خطر أخرى، ومدى استجابة المريض للعلاجات. الهدف من العلاج هو خفض ضغط الدم إلى مستوى طبيعي للحد من خطر مضاعفات القلب والأوعية الدموية. هناك نهجان رئيسيان لعلاج ارتفاع ضغط الدم: تغييرات نمط الحياة والعلاج الدوائي.

    تغييرات نمط الحياة

    تغييرات نمط الحياة هي الخطوة الأولى والأكثر أهمية في إدارة ارتفاع ضغط الدم. تشمل هذه التغييرات:

    النظام الغذائي الصحي: اتباع نظام غذائي غني بالفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، والبروتينات الخالية من الدهون، ويُعرف هذا النظام بنظام "داش" (DASH - Dietary Approaches to Stop Hypertension). كما يجب تقليل استهلاك الملح والدهون المشبعة والسكر المضاف.
    النشاط البدني: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساعد في خفض ضغط الدم. يُوصى بممارسة 150 دقيقة على الأقل من النشاط البدني المعتدل في الأسبوع.
    الوزن الصحي: الحفاظ على وزن صحي أو فقدان الوزن الزائد يساعد في خفض ضغط الدم.
    تقليل استهلاك الكحول: يجب تقليل استهلاك الكحول، حيث يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
    التوقف عن التدخين: التدخين يضر بالأوعية الدموية ويزيد من ضغط الدم.
    إدارة التوتر: يمكن استخدام تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، والتنفس العميق، واليوغا للحد من التوتر.

    العلاج الدوائي

    إذا لم تكن تغييرات نمط الحياة كافية لخفض ضغط الدم، أو إذا كان ضغط الدم مرتفعًا بشكل ملحوظ، قد يوصي الطبيب باستخدام الأدوية. هناك عدة فئات من الأدوية التي تُستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم، منها:

    مدرات البول: تساعد على التخلص من الصوديوم والماء من الجسم، مما يقلل من حجم الدم وضغطه.
    حاصرات بيتا: تقلل من معدل ضربات القلب وحجم الضخ، مما يخفض ضغط الدم.
    مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE Inhibitors): تمنع إنتاج الأنجيوتنسين، الذي يسبب تضييق الأوعية الدموية.
    حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين II (ARBs): تمنع تأثير الأنجيوتنسين على الأوعية الدموية.
    حاصرات قنوات الكالسيوم: تساعد على استرخاء الأوعية الدموية، مما يقلل من ضغط الدم.
    موسعات الأوعية الدموية: تساعد على توسيع الأوعية الدموية، مما يقلل من المقاومة الوعائية.

    المراقبة والمتابعة

    يحتاج المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم إلى مراقبة دورية لضمان استجابة العلاج بشكل جيد. يمكن للمريض قياس ضغط الدم في المنزل بانتظام، ومراجعة الطبيب بشكل دوري لتقييم تقدم العلاج وإجراء التعديلات اللازمة.

    تغييرات نمط الحياة

    يُنصَح الأشخاص الذين يُعانون من زيادة الوزن مع ارتفاع ضغط الدَّم بإنقاص أوزانهم؛فقد تؤدي خسارة 4,5 كغ فقط إلى خفض الضَّغط.ومن الضروري بالنسبة المصابين بالسِّمنة، أو داء السُّكري، أو ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدَّم أن يُجروا تغييراتٍ في نظامهم الغذائي (بحيث يُصبحَ غنيًّا بالفواكه والخضراوات ومشتقَّات الألبان القليلة الدسم، مع خفض محتواه من الدُّهون المُشبعة والإجمالية)، وذلك لخفض خطر الأمراض القلبيَّة أو الوعائيَّة.